preloader

ثورة الشعوب

لملم جراحك وانتفض يا عنترة

فخيولُ جيشك قد غدتْ مُستنفــرَة

لا تخش رِدَّةَ جُنْدِك أبداً، فقد 

شبَّت عـن الطوق العتيق المفخرة

من ضيئضيء النسل العريق تحدَّروا

وتجذَّروا وتمشَّقُوا فوق الجيادِ الباهرة

إيمانهم بقلويهم يحذو بهم

للمجد لايرجون غير المغفرة

هيا انتفض.. قاتل بهم

وارفعْ لواءَ العزِّ وابغ الكوثرة

ولْتنظمِ الشعر الجميل مُحَمِّساً

فالشعـرُ تعبئة تُحَمِّي العسكرة 

هل قلت لا؟ أم قلت كيف تغيروا؟

دعني أبين في ثلاثٍ ماجرى

1

أرأيتهم في تونسَ الخضراءَ؟

والرَّكبُ فوجٌ والحناجرُ مُنْذِرة

فرَّ الرئيسُ أمام حشدِ جموعِهم

لمَّا تقدَّمتِ الجُموعُ لتأسُرَهْ

فُجِعَ الزعيمُ الجارُ وانبرى ناصحاً

ياويحَ زينٍ من دُعاة الجمهرة

زينٌ هو خير رئيسٍ فيكمُ

هو قدُ بنى مجدَ العصورِ المُزْهِرَة

وهو خليق بالإمارة ماحيا

فلتتركوه يعيث فيكم مايرى

ماكان يعني تونُسَ إنَّما

إياكِ أعني وإسمعي يامُقْفِرة

2

وهناك في أرضِ الكِنانة ظالمٌ

مُتشبِّتٌّ بالحكم يهوى السَّيطرة

جاءتهُ مصرُ بالشَّباب وشيبها

تدعوه سِلْماً أن يغادِرَ مِنبره

لكنه في غيظه الدَّامي أبى

وتفكَّرَ بعدَ الخِطَابِ مُبَاشرة

وتمعَّنَ، وتشاورَ، وتدَبَّرَ

فتفتَّقَ عن خِطةٍ 

تُجلي الجُمُوعَ السَّادرة

“بلطجيَّةٌ ”في القاهرة

تغزو الشَّبابَ المستنيرَ، بِخيلهم

وبغالهم فوق الجمال النافرة

وقفَ الشَّبابُ الحرُّ سدَّاً مانعاً

كالطَّود في وجه الوحوش الكاسرة

ماهادَنوا مااستسلموا بل مرَّغُوا

في الطِّين هاتيك الوجوه المُقْتِرة

وإذا البواسل يهدرون بعزِّهم

إرحل فماعادت لديك المقدرة

3

يرحل مبارك

تستطيلُ الدَّائرة

يأتيك دوركْ

..لم تصدقْ

لمَّا تبدُّوا بوجوهٍ مُقْمِرَة

جهَّزت قبْرَكْ 

لما خطفته 

هبُّوا قبيل الموعد في لهفة ملتاعةٍ

مَنْ أَسَرَه؟

ماذا جنى ابنُ تَرْبَلِ الذي

كان يُحامي عن ضحايا المجزرة؟

قابلتهم مُسْتِهزئاً مستصْغرا

هاجمتَ بنغازي وكنت تظنها

ساغت لك كذليلةٍ مُتَدَمِّرة

أنت استهنت بشيبها وشبابها

كيداً أردت لها دوماً وشراً مُضمرا

قالوا نريد العدل والحرية 

لاسلطة الشعب التي شنَّفتها مستهترا

فقذفت في وجه الجموع بحقدك

حمماً تؤججها الــقـــذائفُ ممـــطـــرة

هـذا الشباب يرى القنابلَ حولَهُ

متساقطاتٌ والمدافعُ مُشْهَرة

والطائراتُ تصبُّ في الأرض اللظى

من فوق هاتيك الرؤوس الطاهرة

فتزيدهم في الحقِّ كل صلابةٍ

ويمدهم بالعزم حبُّ المغفرة

يستقبلون لظى المدافعِ والنوى

وكأنهم يستقبلون ورداً مُمْهِرا

“مَرْحَبْ بِلُجَنَّة جَتْ تِدَّنَّى“ 

كان شعارهمْ.. كالأولين

وأنت كنتَ مُدَمِّرا

مالفرقُ بينك والطلاينةُ الأُلى

ياقائداً ياملهماً يامسخرة؟

درنة وطبرقُ والبيصاءُ تذكرك

أنت الذي دكَّ الجبالَ العاطرة

بلدُ الصحابة والنجابة والنهى

هَبُّوا فوارسَ فاستعادوا السيطرة

زِنْتانُ هبَّت والرجالُ تأهَّبوا

فكوا الحصار وأُعْلِنت متحررة

مصراتةُ آلتْ على أكبادها

لايرجعون بيوتهم إلا سرى

قد حرروها واستردوا عِزَّهم

رَجْلاً وخَيْلاً مستثيرين الثَّرى

كوَّرت قبضتك البغيضة نافثاً

سُمَّاً زعافاً أسوداً ومُقَطَّرَا

شدَّدت أمنك في طرابلسَ التي

المُرَّ ذاقتْ منك ياشرَّ الورى

ولممتَ في سرتَ الأسيرةَ جندك

من قد شريت بمال ليبيا من ترى

يافارس الصحراء صرت طريدةً

جُرذاً مَهينـاً تائهاً مـــــا أحقــرَه

إرغي وأزبد ماقدرت بصوتك

فلسوف تنحرك الأسودُ الهادرة

ولسوف يعلوا في السماء زئيرها

الله أكبرْ.. قد ذبحنا مُعَمَّرَا

السرى: الشرفاء

عبدالسلام القطيط

2011/3/1

Leave a Reply